مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص نثري إبداعي ( حصري)
دروس التعبير والإنشاء اللغة العربية ثانية باك آداب.
نحاول من خلال العنوان" مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص نثري"، التطرق إلى نص أدبي، قصة قصيرة إسمها (المدينة) ذات بعد إجتماعي للكاتبة خناثة بنونة، ونعمل على تحليله وتطبيق مانحن بصدد معرفته من أجل الفهم والتحضير، وتعليم النشأة القادمة وتأليف تعابير لغوية ومعاني لنص نثري بشكله المنسق مع خصائص النثر الحديث بشكله الصحيح. مع طرح إشكالية مناسبة تؤطر التحليل. وهنا نطرح سؤال كيف عالجت الكاتبة موضوع المدينة؟ وما هي الخصائص والمقومات الفنية التعبيرية السردية التي وظفتها الكاتبة ؟
درس التعبير والإنشاء و هو عبارة عن تطبيق مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص نثري إبداعي موجه إلى تلاميذ السنة الثانية باكالوريا ادب وعلوم إنسانية. يجب على المتعلم أن يمتلك أمرين مهمين، و أن يدرك الخطوات بشكل صحيح، مع صياغة أسلوب خال من الأخطاء اللغوية.
الغاية من هذا الدرس هو تعليم التلاميذ كيفية إنشاء موضوع إنشائي حول نص نثري إبداعي.
- وتلقين الخطوات المنهجية التي يجب اتباعها لكتابة مقال أدبي، يراعي شروط المنهج لاكتساب هذه المهارة:
- اعتمدنا نص قصصي خناثة بنونة لتطبيق تلك الخطوات:
- يجب على النص أولا أن يتوفر على عناصر أساسية مهمة حتى يكتمل من الناحية المنهجية هي:
- المقدمة
- العرض
- الخاتمة
وأن نصيغ كل عنصر بتحليل منهجي وصياغة وافرة من خلال قراءة نص خناتة بنونة (قصة المدينة)..
القصة هي نص نثري إبداعي يتناول حدثا وقع في الماضي أو يمكن أن يقع في المستقبل، باتباع خصائص فنية ومنهجية إبداعية قوامها الحكي أو السرد. وينبغي على القصة أن تتوفر على هيكل خاص مبني على مقدمة، عرض، وخاتمة.
ولهذاعلينا أن نتعلم ما يجب أن يتوفر في كل عنصر، ونبدأ بالشرح كالتالي:
1-_ صياغة المقدمة:
في بالبداية يجب التعريف بالقصة وذكر العوامل التي أفرزتها القصة ودلالات بعض العتبات النصية التي تخدم النص مع صياغة خاصة لاستنتاج شخصي، وطرح تساؤل من خلال إشكالية في نهاية المقدمة تخدم مضمون القصة في العرض.
من خلال دراستنا لنص القصة القصيرة ننطلق لاستحضار المنهج والتحليل وأن نقوم بصياغة النص ابتداء من المقدمة والتي تتوفر على أهم الخصائص:
في البداية يجب استحضار المقدمة والتعريف بالأسباب التي ساهمت في ظهور القصة القصيرة والعوامل التي أفرزت وفودها على الأدب العربي باعتبارها فنا دخيلا وليس أصليا. وكل ما قصد الكاتب للإيجاز في المقدمة يكون أفضل.
ثم نتجه في الجزء الآخر للتعريف بأهم الخصائص لفن القصة القصيرة:
يجب أن تتميز القصة القصيرة بالإيجاز وقلة الكم، والتلميح، ووحدة الإنطباع,
رواد القصة القصيرة:
خناتة بنونة - يحيى حقي - أحمد بوزفور - محمود تيمور - مبارك ربيع..
وتعد صاحبة النص الذي نحن بصدد تحليله، الروائية خنوتة بنونة من أهم رواد الكتابة القصصية في المغرب ومن الماهرت لهذا الإبداع الفني، ولها في هذا الصدد عدة مؤلفات. منها مؤلف المدينة الذي أخذ منه النص الذي نحن بصدد تحليله وهنا اعتمد النص على بعدين إثنين:
الأول صياغة فرضية لقراءة النص:
من خلال العنوان يحكي عن المدينة فهذا مؤشر أن نص قصة قصيرة ذات بعد الاجتماعي ويمثل الشكل الخصائصي للنثر الحديث.
2- صياغة العرض:
عندما نتحدث عن العرض يجب أن نلخص المتن الحكائي دون بثر جزء من النص وان نقرأ النص جيدا ونعيد صياغته بطريقة وأسلوبنا الشخصي دون إهمال أي جزء مهم فيه مع مراعاة الخطاطة السردية والتطرق إلى علاقة المقدمة بالنهاية والسمات الشخصية والنفسية والاجتماعية وتحديد الأبعاد الرمزية وتحديد وظائف كل العوامل في القصة. وهذه أهم النقط التي يجب أن تتوفر في نص القصة:
- - صياغة العرض يجب أن يقوم على تلخيص المتن الحكائي بأسلوب مرتب وإيقاع فني .
- - وتنظيم أحداث القصة وفق تخطيط سردي، مع الإشارة إلى علاقة المقدمة بالنهاية، وٍفق تنظيم خطاطة سردية.
- - كما يجب التطرق للشخصيات في النص مع السمات النفسية والاجتماعية لكل شخصية باستخراج أبعادها الفسيولوجية.وذلك لتطوير أحداث القصة، كشخصية عائشة وشخصية مليكة في النص حسب مركزهما الاجتماعي وحِدّة الطبع....
- - تحديد الوظائف و العوامل داخل القصة وعلاقاتها وفق النموذج المطروح، كعلاقة الود ، التكلم عن المظاهر ، الإخلاص المحبة، الذكريات، وقواعد العيش في المدينة....
- - المكان ودلالته: وهو الإيهام بواقعة الأحداث، والشخصيات، والإيحاء الرمزي بالفكرة التي يهدف إليها الكاتب، المكان هو مجال مهم داخل المتن الحكائي، هو الفضاء الذي تجري فيه الأحداث وحركة شخصيات القصة، وقد تجسد في النص في مجموعة من المؤشرات : المدينة (فاس)، القرية، الشوارع والمنازل، منازل الجيران الأزقة، جدران البيوت ... ومن خلال هذه الدلالات والرموز توصلنا إلى حالة الطبقات الاجتماعية (التمييز الطبقي) للأفراد وحتى المميزات النفسية.
- - الزمان ودلالته: والزمان غالبا ما يرتبط بالمكان، ويعمل على رفع إيقاع الأحداث الذي ينهي القصة، وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 -الزمان النحوي المرتبط بتصريف الأفعال،
2_الزمان النفسي: وهو الذي يعكس لحظة الألم أو اللذة عند الشخصية، ويعكس لحظات الصراع بين المواقف المتضاربة الحادة للشخصيتين (عائشة ) كنموذج في القصة.
3_ الزمان الطبيعي.
والهدف من الزمان هو خلق التشويق لدى المتلقي.
- - البناء الحكائي: هو الشكل اللغوي التعبيري الذي تُؤدّى به القصة وهو إما حوار أو سرد أ و وصف، ونحكم على نوع القصة على ماغلب عليه من هذه العناصر الثلاثة.
إن وصفت القصة انها نصا سرديا لا ينفي انها تتضمن على شيء من الحوار أو الوصف.
تفسير أنماط البناء الحكائي ونبدأ بالسرد ويتحدد في ثلاث:
السرد: ويقصد به بناء الـأحداث 1-بنية سردية خطية تعاقبية، أو 2-بنية سردية دائرية أي تنتهي فيها الأحداث من حيث بدأت، 3-بنية سردية تكسيرية تسمح بتداخل الأزمنة .
ويعتمد السرد في النص على تقنيات خاصة منها: الاسترجاع بحيث يكون فيه الكاتب في الحاضر ويعود إلى الماضي، الاستشراف حين يكون الراوي في الحاضر ويتكلم عن المستقبل، الحذف هو القفزة على مجموعة الأحداث غير مهمة للإسراع في عملية السرد.
الوصف: من وظائفه التعريف بالشخصيات والأمكنة، خلق التشويق وإثارة الأحداث، التبطيء في عملية السرد، والوظيفة الجمالية.
الحوار: هو الكلام الذي ينبثق على لسان الشخصية دون تدخل من السارد، وطبيعته يقتضي بوجود أطراف الحديث.
والحوار نوعان:
1- حوار خارجي مباشر
2- وحوار (المونولوج ) وهو حديث داخلي بين الشخصية وذاتها.
ويظهر جليا أن الكاتبة خناثة بنونة اعتمدت في عرض قصتها على حوار خارجي مباشر الذي طغى بشكل جلي وواضح في النص لم توظف السرد إلا قليلا.
3- صياغة الخاتمة:
ويجب على صياغة الخاتمة أن تتوفر على عناصر كالتالي:
يجب أن نصوغ في الفقرة خلاصة تركيبية تظهر مدى تمثيل النص للخصائص الفنية للقصة، وأن نستثمر نتائج تحليل بيان القصة ومجمل ماجاء في القصة مع طرح الإشكالية على العامة، ولا بأس إن كان لديك حل متميز وصدر حكم مقنع.
الخاتمة هي خلاصة ماجاءت به الكاتبة خناثة بنونة من مغزى هذه القصة، والأدوات التي وظفتها ورسمتها للمتلقي، والمقومات الفنية التي اعتمدتها في النص مع الأحداث والشخصيات والزمكان، والصراع الذي دار بين شخصيات قصة (المدينة)، وانتقاد واقع المدينة الذي أفقد المجتمع الروح الطيبة البسيطة وأنتجت مجتمعا متكلفا بمشاعر مزيفة، والحنين إلى البساطة والمشاعر الصادقة، نجحت في تصوير وكشف الستار عن وجود صراع طبقي وبين مكونات مجتمع المدينة إلى أن الكاتبة وقعت في مغالاة الوصف في شخصية (عائشة) الذي أفقد الواقعية للقصة وأسقطها في سذاجة فكرية.
تعليقات
إرسال تعليق