تلخيص كتاب حوار مع صديقي الملحد للكاتب مصطفى محمود
تلخيص كتاب حوار مع صديقي الملحد للكاتب مصطفى محمود
تلخيص كتاب حوار مع صديقي الملحد |
كتاب حوار مع صديقي الملحد :
صدر كتاب حوار مع صديقي الحد سنة 1986
وهو كتاب فلسفي ديني من تأليف الكاتب والمفكر مصطفى محمود، وقد شمل هذا الكتاب
مجموعة من الأسئلة التي يطرحها الملحدون عن الدين الإسلامي، كما يجيب على مجموعة
من الأطروحات المادية والأسئلة التي تخطر في بال الإنسان، بالدلائل والأمثلة، في كتاب صديقي الملحد يسرد الكاتب الحوار
الخيالي الذي ابتكره مع
صديقه الملحد، الذي يعشق الجدل ويهوى الكلام، هذا الصديق الذي تخرج في فرنسا وحصل
على الدكتوراه أصبح ينكر كل شيء و يستهزئ من المؤمنين الذين يعتقدون بالجنة ويتوهمون
بحور العين، يطرح بعض الأسئلة الوجودية
والإلحادية ويجيب عنها بطريقة عقلانية فكرية فلسفية..كمثال على الأسئلة :
-هل الله موجود؟
قال ساخرا : تقولون الله موجود وهو خالق كل شيء
ولكن من الذي خلق الخالق؟
فيرد
عليه برد قوي ويقول له : سؤالك فاسد ويقنعه بأدلة من القرآن وكذلك من كلام
الفيلسوف عمان ويل.
كما
سخر الملحد من معنى الربوبية ويقول : أليس عجيبا ذلك الرب الذي يتدخل
في كل صغيرة وكبيرة وحتى الأمور التافهة فيرد عليه ويجادله بأن أتفه المقدمات
ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج، وعالم الغيب وحده هو يعلم قيمة كل شيء.
-من خلق الله؟
وقد عمد مصطفى محمود(mustafa mahmoud) على هذه الطريقة للرد
على الملحدين بطريقة غير مباشرة الذين يطرحون هذه الأسئلة الذين ينتقدون الفكر
الإسلامي.
لقيت هذه الأسئلة والكتاب نفسه انتقادات كثيرة من علماء الدين في
الوقت الذي دافع عنه السلفيون واعتبروا طرحه وعلقوا عليه بطريقة توافق المنهج الشرعي.
اقتباسات كتاب حوار مع صديقي الملحد :
ومن كتاب حوار مع صديقي الملحد هذه المجموعة
من الاقتباسات :
-خوف الله شجاعة، وعبادته حرية، والذل له
كرامة، ومعرفته يقين وتلك هي العبادة.
-أروني صنعة تعرض على صانعها خمس مرات في
اليوم وتتعرض للتلف.
-وكان في قدرة الله أن يجعلنا جميعا
أخيارا وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرا، وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الاختيار.
-التفاوت بين الناس حقيقة جوهرية.
-والحج عندنا اجتماع عظيم ومؤتمر سنوي،
ومثله صلاة الجمعة وهي المؤتمر الصغير الذي نلتقي فيه كل أسبوع.
بعض الأسئلة طرحها الملحد في كتاب حوار مع صديقي الملحد :
طرح الملحد مجموعة من الأسئلة من بينها :
-كيف تعتقدون أن الإله رحيم وكريم وهو من خلق الشر في العالم
فأجابه بأدلة مقنعة و أخبره بأن الله سبحانه وتعالى خلقنا أحرارا، ولا معنى للحرية
دون أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب والله تركنا نخطئ ونتألم ونتعلم هذه هي
حكمة الله في سماحه للبشر.
-وما ذنب من لم يصله القرآن؟ : هنا
الملحد يتساءل حين الإنسان الذي لم يصله القرآن ولم ينزل عليه الكتاب ماهو مصيره
يوم القيامة؟ فيجيبه المسلم بآيات قرآنية مقنعة كما أخبره بأن الله رحيم ويخص
برحمته من يشاء وقد يريد الله لحكمته أن ينذر أحدا وأن يعذر آخر فيقبل منه أهون
الأمان .
-وفي سؤاله عن الجنة والنار كان الملحد
واثقا من نفسه كل الثقة وهو يقول بأن الله رحيم فكيف يعذبنا على ذنب محدود في
الزمن بعذاب لا محدود في نار جهنم كما الإنسان خلق ضعيف وماهو إلا ذرة ولا نساوي
شيء لعظمة الله، فيصحح له معلوماته المسلم بأسلوب منطقي وعلمي والله يقول عن هؤلاء
المخلدين في النار حينما يطلبون العودة إلى الدنيا ليعلموا غير ما عملوا أي أن
ذنبهم ليس محدود في الزمن بل خصلة ثابتة وتتكرر في كل زمان.
-ثم يسأله الملحد أيضا هل الدين أفيون؟
قال له الملحد وهو يغمز بعينيه :
يقولون إن الدين أفيون ! أي أنه
يخدر الفقراء والمظلومين ليناموا على ظلمهم وفقرهم، ويحلمون بالجنة والحور العين،
كما خلق الله الناس درجات.
فرد عليه المسلم بثقة :
ليس أبعد من الخطأ القائل بأن الدين
أفيون، فالدين في حقيقته أعباء و تكاليف، وليسن تخفيف وبالتالي لا يوجد مهربا من
المسؤوليات وليس أفيونا، وديننا يقتضي على العمل بالتوكل يقتضي عندنا العزم
واستفراغ السعة وليس الكسل.
وما معنى الدين؟
في هذا السؤال يجيب الصديق المؤمن ويضع
الشرح المنير للمعنى الخاص بالدين الحقيقي الذي له معنى واحد وهو معرفة الله حق
المعرفة، بحيث يكون بينك وبين هذا الإله سلوك ومعاملة وذلك بالعظمة والجلالة وأن
تعرف بأنه مجيبا يسمع و يرى هذه المعاملة الخاصة بينك وبين الرب هي الدين، أما حسن
معاملتك للناس فهي من مقتضيات هذا التدين.
الانتقادات التي تعرض لها الكاتب والمفكر مصطفى محمود كامل:
لقد
تعرض مصطفى محمود لموجة من الاعتراضات والانتقادات الصارخة في حياته بسب
البحث العلمي، غرق في الكتب لثلاثين سنة ليصل بفكرة ويقطع الشك باليقين في بحوثه
التي تستغرق آلاف الأيام، وحين يصدر كتابا يجد معاملة قاسية من الإعلام والصحف
والمجلات، وقد لقيت كتبه أمواجا من الانتقادات من بينها كتاب"الشفاعة"
التي وصلت إلى حد التكفير، ومصادرة كتابه "الله والإنسان"، كما تم
تحويله للسجن في عهد جمال عبد الناصر حين طلبت الأزهر بمحاكمته، كما تعرض هذا الكتاب
نفسه "حوار مع صديقي الملحد" إلى موجة غضب من المتلقي، وآخر انتقاد الذي
قسم ظهره ذلك الذي تعرض له من طرف جريدة (الأهرام) التي كان يكتب فيها، حين حذرته
وطلبت منه عدم التعرض لليهود.
ولازال حتى الآن هناك من يعترض على بعض
أفكاره عن الجنة والنار التي ذكرت في الكتاب، وعن الزكاة، رغم أن الكتاب يناقش
الإلحاد بشكل علمي منطقي ممتع، وهناك من رآه كتاب تافه وكل حسب رأيه.
حياة الدكتور مصطفى كامل الأكثر جدالا
وصداما على المستوى الفكري مع أشهر الإسلاميين، ومع العامة والبسطاء، وخاصة في
كتاب "الشفاعة" حيث هوجم بألسنة حادة وصدر بحقه أربعة عشر كتابا للرد
عليه، وعلى رأسها كتاب الدكتور محمد فؤاد شاكر أستاذ الشريعة الإسلامية. وقد وجه
له الاتهام على أنه مجرد طبيب لا علاقة له بالعلم الديني بل عازف وموسيقار ومؤلف
مسرحيات وروايات ولا دخل له بتفسير القرآن.
في نهاية حياة الأديب مصطفى محمود كامل قابل
الألسنة الجارحة والقاسية الحادة بهدوء، واعتزل لفترة بعيدا عن الناس إلى أن وفاه
الله بعد رحلة علاج استمرت لأشهر بعد أزمة قلبية ألمت به من الحسرة، عن عمر ناهز
88 عاما، وقد تم تشييع الجنازة من مسجده بالمهندسين دون حضور شخصيات وازنة لا في
الفكر ولا في الفن.
تعليقات
إرسال تعليق